خيانة

1_Z4NWUTwVT7oZxwpC9TH6hQ

قالت لي : لماذا قمت بخيانتي ؟

 

كانت جالسة أمامي على كرسي طاولة المطبخ، وكنت أنا جالساً في الكرسي المقابل، كنت أشعر أنا أيضاً بالضيق لما فعلته، لكني قلت لها بهدوء شديد :

 

ـ ببساطة ، لأنك ضعيفة الشخصية ..!

 

نزلت دمعة ساخنة من مقلتها، كنت أراها تنزل ببطء شديد من على خدّها حتى سقطت على الطاولة، لكنها لم تتكلّم ..

 

أضفت بحدة هذه المرّة :

ـ لا أعرف حقاً لماذا كل هذا الإنسحاق لديك، إنت حقاً معدومة الشخصية، لا أسمع منك إلا حاضر ، نعم ، موافقة ، كل شيء تريدين أن تقومي به لابدّ أن تأخذي موافقتي أولاً، لست واعية بماهية حقوقك، كل ما أفعله لك تعتبرينه مكرمة منّي..

 

كان مع إزدياد علّو صوتي، يزداد بكاءها الصامت ، قالت لي وسط دموعها:

 

ـ هل هي أجمل منّي ؟!

 

لا أدري كيف فقدت أعصابي، صرخت فيها :

 

ـ يا غبية ، إنت جميلة ، الحق أقول لك، أنت أجمل إمرأة رأيتها في حياتي، جسمك.. جسمك مثالي .. جنوني .. قالب صبّ على أكثر المواصفات إثارة حالياً في العالم.. لكنك للأسف.. بدون كرامة ..

 

فجأة ، رأيتها تسقط تحت أقدامي، وهي تقبّلهم وترجوني :

 

ـ أرجوك .. لا تتركني .. دعني أعيش معك تحت سقف واحد .. أنا سامحتك .. سامحتك .. فقط لا تتركني ..

 

عندها فقدت حقاً أعصابي .. ركلتها بقدمي حتى تركتها .. ثم أتبعتها بضربة على رأسها من الغيظ . توقّعتها أن تصرخ .. أن تحس .. لكنها صمتت .

 

* * *

في اليوم الذي يليه ، أخذتها معي إلى صاحب المحل الذي أشتريته منها، ركنتها في الزاوية، وأخبرته بغضب :

 

ـ ببساطة أنت خدعتني ، لقد أشتريت منك هذا الروبوت على أساس أنها آخر موديل حديث ظهر، نعم ، جمالها خارق وحسب المقاييس الحالية، لكن شخصيتها ما زالت تحتاج للكثير من التطوير، وكأن البرنامج الذي بداخلها نموذج ذو إصدار قديم لم يعد متداولاً في العالم الآن.

 

لم أمنح البائع أي فرصة للكلام، أنهيت كلامي بقولي :

ـ غداً نقودي ترجع إلى حسابي .. سلام .
 

قبل أن أغادر المحل، ألقيت نظرة أخيرة عليها، كانت تبتسم مثلما أشتريتها منذ أول مرة، لكن على خدّها، كانت هناك دمعة لم تسقط بعد.

 

( تمت).